في تقييم مختلف من نوعه حول التعليم الجامعي، ارتقت جامعة لفبرا البريطانية Loughborough University، إلى الطليعة في استبيان غير تقليدي أجراه «بنك لويدز» البريطاني الشهير عن جودة الحياة الطلابية في الجامعات، وذلك في سابقة لتلك اللوائح، بعد أن كانت جامعتا أكسفورد وكمبردج تتصدران هذه القوائم العالمية في بريطانيا، بناء على لائحاتها في التصنيف العلمي، والتفوق الأكاديمي والأبحاث البارزة.
وتعد جودة الحياة الطلابية في المدن الجامعية أحد العوامل المساعدة في جذب الطلاب إلى جامعات بعينها، لكن الاستبيان وضع ذلك العامل هدفا رئيسا، معتبرا آراء الطلاب أنفسهم في تلك الفترة المهمة من حياتهم، وراحتهم النفسية خلالها، قد تكون أحد الأسباب البارزة في توجيه الرأي العام الطلابي ذاته.
ومع عودة الطلاب إلى جامعاتهم، منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، وعقب العطلة الصيفية، خلص استبيان بنك لويدز في عامه الثاني، إلى أن تلاميذ جامعة لفبرا - التي تأسست عام 1966 - يتمتعون بأفضل جودة حياة جامعية في بريطانيا، إذ يهدف الاستبيان إلى الوقوف على مدى رضا الطلاب، من خلال أعلى مستويات المعيشة المتوافرة في تصنيف أداء المؤسسات التعليمية الفردية عبر مجموعة من المؤشرات.
وأوضحت هانا بولدوين، مديرة العلاقات العامة بجامعة لفبرا لـ«الشرق الأوسط»، أن تقدم الجامعة في لائحات التصنيف الوطنية، هو نتاج جهود مستمرة لضمان توفير أفضل تجربة جامعية وأكاديمية للطلاب، مشيرة إلى أن هذا العام تقدمت الجامعة إلى المرتبة الـ13 في قائمة «التايمز» و«الصنداي تايمز»، وإلى المرتبة الـ15 بقائمة «الغارديان»، وجرى تقليد «لفبرا» بـ5 نجوم، في تصنيف برنامج «كيو اس»، مما وضع اسمها بين الجامعات الرائدة العريقة.
ويأتي هذا الاستبيان، وهو الثاني من نوعه الذي يجريه بنك لويدز حول جودة حياة طلاب الجامعات، الذي يغطي نحو 89 مؤسسة تعليمية، حيث تتوافر البيانات القابلة للمقارنة، وجرى تجميع تلك البيانات من عدد من المصادر، بما في ذلك مجلس تمويل التعليم العالي في إنجلترا، ووكالة إحصاءات التعليم العالي البريطانية، وملحق «التايمز» للتعليم العالي، والهيئة الرياضية للكليات والجامعات البريطانية، والدليل الكامل للجامعات.
وجاءت جامعة لفبرا البريطانية خلال العام الماضي، في المركز الثاني بعد أن تصدرت جامعة دورهام، حيث إن الأخيرة تراجعت بمعدل نقطتين إلى المركز الثالث خلال التصنيف في هذا العام. واحتلت لفبرا المركز الأول هذا العام عن طريق تصدرها عدة فئات ومنها رضا الطلاب عن المناهج الدراسية، وامتلكت الجامعة أفضل المرافق الرياضية والثقافية داخل حرم واحد، إذ إن نسب توظيف الخريجين المرتفعة وبرواتب أعلى من المعدل الوطني، هي من ضمن الأسباب الأساسية لرضا الطلاب عن التحصيل العلمي والحياة الاجتماعية التي اعتبروها الأفضل في بريطانيا.
وقال نيتيش باتيل، الخبير الاقتصادي لدى بنك لويدز، إن «جامعة لفبرا، سجلت أعلى الدرجات وباستمرار على مختلف المؤشرات، حيث يشعر طلاب جامعة لفبرا بالسعادة إزاء جودة المناهج الدراسية، التي توفر لهم فرص العمل الممتازة، كما يتمتعون كذلك بحياة اجتماعية قوية».
وتشير إحصاءات الاستبيان إلى أن 94 في المائة من خريجي لفبرا لعام 2013 حصلوا على وظائف بعد أقل من 6 أشهر على تخرجهم، و86 في المائة منهم شغلوا مناصب إدارية.
وأشارت بولدوين، مديرة العلاقات العامة للجامعة، إلى أن نجاح «لفبرا» يتمثل بشكل كبير في التفاعل المستمر مع الطلاب؛ فمن خلال ممثلي الكليات والمديرين، تحرص الجامعة على استقراء آراء وطلبات التلاميذ لتؤثر في القرارات التنموية والمنهج الأكاديمي المتبع.
وأضافت: «تستثمر (لفبرا) أيضا مبالغ كبيرة بمرافق الجامعة لتوفير تجربة جامعية أكاديمية واجتماعية متكاملة لمرتاديها، ومن أهم المشاريع التي طبقت إعادة ترميم المكتبة الرئيسة التي تكلفت 4.5 مليون جنيه إسترليني بناء على مقترح الطلاب، كما افتتحت لفبرا الشهر الماضي مركزا رياضيا متكاملا بقيمة 5.6 مليون جنيه».
وتحرص الجامعة المتصدرة، على أن يتلقى طلابها الذين يتعدى عددهم 16 ألف طالب، الفرصة لممارسة الرياضة 3 مرات في الأسبوع على الأقل حرصا على صحتهم البدنية والنفسية، بحسب بولدوين، ومع جميع محاسنها، لدى جامعة لفبرا بعض من أغلى مرافق المعيشة بين الجامعات البريطانية.
وتأتي جامعة باث في المركز الثاني، بعدما احتلت المركز السادس في استبيان العام الماضي، إذ تتعدى نسبة الطلاب الراضين عن مناهج الجامعة 93 في المائة، ويعيش طلاب جامعة باث في منطقة ذات معدلات جريمة منخفضة نسبيا، واختيارات متعددة لقضاء أوقات فراغهم.
وعن تجربته الجامعية، ذكر عمرو الحدادين، طالب الهندسة المدنية في جامعة باث، (22 سنة): «تلقيت باعتقادي أفضل تعليم في بريطانيا، حيث شمل منهج الهندسة مشاريع علمية مفيدة»، مبينا أن «جامعة باث جديرة بالمركز الثاني الذي احتلته، فمن ناحية النشاطات والحياة الاجتماعية توفر باث الكثير من المجتمعات الطلابية لتشمل معظم اهتمامات الطلاب الرياضية والفنية والفكرية».
وأضاف الحدادين أنه عندما بدأ دراسته قبل نحو 4 سنوات، لم يكن من السهل التعرف على الطلاب العرب، ولكن بعد إنشاء حركة طلابية عربية، أصبح الموضوع أسهل واستطاع التعرف على العرب الآخرين، من خلال النشاطات الثقافية والرياضية.
وبدورها، ذكرت سوار الكلحة (22 سنة) خريجة بكالوريوس الهندسة المعمارية وإدارة التصاميم من جامعة لفبرا، وخريجة ماجستير الهندسة البيئية من جامعة باث، أنها تلقت أعلى مستوى من التعليم في كلتا الجامعتين، إضافة إلى الكثير من الناحية الاجتماعية والنشاطات، «الأمر الذي مكنني التعرف على طلاب من جميع أنحاء العالم، ولا سيما الترحيب الحار بالطلاب العرب الذي وفرته كلتا الجامعتين. وحرصهما على احترام واحتواء عادات وتقاليد الطلاب الأجانب» بحسب تعبيرها.
وضمت قائمة العشرة الأوائل من استبيان بنك لويدز، مزيجا من الجامعات العريقة مثل جامعة كمبردج في المركز السادس، وجامعة أكسفورد في المركز الثامن. وذكر الاستبيان أن جامعة نورثمبريا توفر السكن الأزهد، حيث يسدد طلابها متوسط مبلغ 1550 جنيها إسترلينيا في العام الدراسي الواحد، وتأتي جامعة سوانسي في المركز التالي بمبلغ 2500 جنيه إسترليني، وجامعة تيسايد بمبلغ 2800 جنيه إسترليني، ثم جامعة ستافوردشاير بمبلغ 2900 جنيه إسترليني، سنويا.
وعلى النقيض، كان سكن الطلاب هو الأكثر تكلفة في جامعات العاصمة لندن، حيث يتراوح متوسط التكلفة السنوية ما بين 5900 جنيه إسترليني إلى 8250 جنيها، وقد يكون في بعض الأوقات أعلى بقليل، حيث يبلغ سعر أغلى غرف من حيث التكلفة، التي يعيش فيها طلاب كلية لندن للاقتصاد، في المتوسط السنوي نحو 7000 جنيه إسترليني.
ويشير استبيان «لويدز» إلى أن خريجي طلاب كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية يتقاضون الرواتب الأعلى بعد التخرج التي يقدر متوسطها بنحو 27 ألف جنيه إسترليني سنويا، ثم يأتي خريجو جامعة لندن ساوث بانك في المركز الثاني براتب يقدر بنحو 26.5 ألف جنيه، يليهم خريجو جامعة كمبردج براتب يبلغ نحو 26 ألف جنيه إسترليني، وخريجو كلية كينغز بلندن بمرتب يبلغ 25.7 ألف جنيه إسترليني، ثم خريجو جامعة أكسفورد براتب يبلغ 25 ألف جنيه إسترليني؛ سنويا.
8:18 دقيقة
تقييم بريطاني جديد يلفت الانتباه إلى أهمية «رضا الطلاب» في الجامعات
https://aawsat.com/home/article/228601/%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%8A%D9%84%D9%81%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%C2%AB%D8%B1%D8%B6%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A8%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA
تقييم بريطاني جديد يلفت الانتباه إلى أهمية «رضا الطلاب» في الجامعات
مسؤولة في {لفبرا} لـ {الشرق الأوسط} : نجاح الجامعة يتمثل بتفاعلها المستمر مع مرتاديها لتلبية احتياجاتهم
- لندن: رنيم حنوش
- لندن: رنيم حنوش
تقييم بريطاني جديد يلفت الانتباه إلى أهمية «رضا الطلاب» في الجامعات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة